ابو البراء
   
  م.نديم عاصي
  نصيحة ثالثة(قصة)؟
 

Nadeem Assi

 



 

قصه تحاكي الواقع المرير

 

   فلسطين محتلة

 

 

بس الناس مش راضيه تفهم

 

دخل حمار مزرعة رجل... وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه؟..
كيف يُـخرج الحمار؟؟...سؤال محير ؟؟؟...
أسرع الرجل إلى البيت... جاء بعدَّةِ الشغل... القضية لا تحتمل التأخير...
أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى...
كتب على الكرتون... يا حمار أخرج من مزرعتي...
ثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار...
ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة... رفع اللوحة عالياً...

وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر... حتى غروب الشمس...
ولكن الحمار لم يخرج...
حار الرجل...
'ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة'
رجع إلى البيت ونام... وفي الصباح التالي... صنع عددًا كبيرًا من اللوحات...
ونادى أولاده وجيرانه... واستنفر أهل القرية...
'يعنى عمل مؤتمر قمة'
صف الناس في طوابير... يحملون لوحات كثيرة...
أخرج يا حمار من المزرعة... الموت للحمير...
يا ويلك يا حمار من راعي الدار... وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار...
وبدؤوا يهتفون... اخرج يا حمار... اخرج أحسن لك...
والحمار حمار
يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله... غربت شمس اليوم الثاني...
وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم...
فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم... يفكرون في طريقة أخرى...
وفي صباح اليوم الثالث... جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر...
خطة جديدة لإخراج الحمار... فالزرع أوشك على النهاية...
خرج الرجل باختراعه الجديد... نموذج مجسم لحمار...
يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي... ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة...
وأمام نظر الحمار... وحشود القرية المنادية بخروج الحمار...
سكب البنزين على النموذج... وأحرقه... فكبّر الحشد...

نظر الحمار إلى حيث النار... ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة...
يا له من حمار عنيد... لا يفهم... أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار...
قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج.. وهو صاحب الحق.. وعليك أن تخرج..
الحمار ينظر إليهم... ثم يعود للأكل... لا يكترث بهم...
بعد عدة محاولات... أرسل الرجل وسيطاً آخر...
قال للحمار... صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحة الأرض...
الحمار يأكل ولا يرد... ثلثه... الحمار لا يرد... نصفه... الحمار لا يرد...
طيب... حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه... رفع الحمار رأسه...
وقد شبع من الأكل... ومشى قليلاً إلى طرف الحقل... وهو ينظر إلى الجمع ويفكر...
فرح الناس... لقد وافق الحمار أخيراً... أحضر صاحب المزرعة الأخشاب...
وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين... وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه...
في صباح اليوم التالي... كانت المفاجأة لصاحب المزرعة...

لقد ترك الحمار نصيبه... ودخل في نصيب صاحب المزرعة... وأخذ يأكل...
رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات والمظاهرات... يبدو أنه لا فائدة...
هذا الحمار لا يفهم... إنه ليس من حمير المنطقة... لقد جاء من قرية أخرى...
بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار...

والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى...
وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم...
حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر... ليشارك في المحاولات اليائسة...

لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي...


جاء غلام صغير...
خرج من بين الصفوف...
دخل إلى الحقل...
تقدم إلى الحمار...
وضرب الحمار بعصا صغيرة...

فإذا به يركض خارج الحقل...
'
يا الله' صاح الجميع...
لقد فضحَنا هذا الصغير...
وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا...

فما كان منهم إلا أن قـَـتلوا الغلام وأعادوا الحمار إلى المزرعة...

 

ثم أذاعوا أن الطفل شهيد!!!...

 

 

عذاراً أيها القارئ...

ولكن فاض الإناء...

وبلغ السيل الزبى...

فلا تؤاخذونا...

 

وعذراً منك أيها الحيوان المسمى حمار...

 


Eng.Nadeem Jamil Assi
Civil Engineering . KUC Co.
Saudi Arabi-RIYADH
E-mail:
bara-1996@hotmail.com
Tel:  00966596525206
 

 
  بيت لقيا  
 
ابو البراء This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free